مبهر جداً ذلك المظهر الذي تصنعه فنانات عراقيات وهنّ يُرجعن الحياة إلى الفن التشكيلي، بعد أن قمعته الأوضاع الأمنية الهشة التي عرفتها البلاد منذ غزوها في 2003، حتى وقت قريب؛ حيث أعلنت حكومة بغداد القضاء على تنظيم “داعش” نهاية 2017.
ليس هذا التنظيم وحده الذي نشر الخوف والرعب في العراق؛ فجعل بريق الفن يخبو بشكل عام، ملقياً بظلاله السلبية على النشاطات الفنية النسوية التي كانت في السابق تشهد حضوراً واسعاً ومتميزاً، فمجاميع مسلحة مختلفة استهدفت الفنانين أيضاً؛ إذ إن الفن من بين المحظورات لكونه، بحسب مفهوم هذه الجماعات، من المحرمات!
ومع ما عرفته البلاد من عودة الاستقرار الأمني بشكل ملحوظ في المدن العراقية، حملت فنانات على عاتقهن تفعيل النشاطات الفنية النسوية، وفضلاً عن مشاركتهن في معارض مشتركة، راحت القاعات الفنية تعلن عن افتتاح معارض فردية خاصة لفنانات تشكيليات.
آخر المعارض التي شهدتها العاصمة بغداد، كان للفنانة عطاء البغدادي، وعلى الرغم من أن معرضها الذي افتتح في 23 مارس الجاري، هو أول معارضها الشخصية، لكنها معروفة في الوسط التشكيلي، ولها مشاركات في العديد من المعارض المشتركة، وتمتاز لوحاتها ببصمة تُفردها عن فنانات آخريات، لا سيما أن مسيرتها الفنية بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي.
عطاء البغدادي، المتخرجة من كلية الفنون الجميلة فرع الرسم عام 1999، تكتنز في لوحاتها قصصاً عديدة؛ فهي تبحر في ألوانها وخطوطها التي تملأ اللوحة دون أن تترك مجالاً لفراغ يحكي شيئاً من الخيال التجريدي، تميل إلى مدرسة الفن التعبيري الانطباعي، وتقول إنها تحب اللون والحرية في الخطوط والألوان.